الأربعاء، 4 يناير 2012

إطلالة من فوق الباب


قومى - بربك – وافتحى
باب المساء لضيفكى
أثقالك الصّماء فوق مناكبى
كم أحرقت نجماً تنفّس فى يدى
لا تغضبى ....
ما أضيع الوقت الذى قد كنت فيه بمفردى
البحر طوّح دفتى
وغدا الشراع على النقيض لوجهتى
وجريمتى لم تعد أنّى عاشق
همست مشاعره على الأوراق همسة حالم
كى يرسم الكلمات بعض مائن
يهوى إليها الزائغ اللفتات
لتلملم الكلمات بعض نزيفه 
يبنى الخرائط من جديد موطنا
وأنا الشقى النّابض العبرات أحمل أرغنا
وعلى الكآبة واقفاً يتخثّر الدم فى عروقى ..
لم أقرأ اللغة التى فتحت لنا أبوابها
فخذى يدى هيّا لأسكت برهة 
قبل انشطارك من دمى..
......
إنّى أتيتك هارباً
من غير سابق موعد
نصف الطريق قطعته
دون الوقوف على غدى 
وأتيت بابك طارقاً
قبل احتدام مواقفى
قبل انكسار ملامحى 
فأنا الغمام مسافراً
قلب الرياح مرافئى
إنّى فقدت توجّهى..
مثل الدّخان مطارداً
بعد انطفاء الموقدى
.......
قومى – بربك – وافتحى
الفجر نام بليله 
لم يأت فوق شوارعى
والبرد يسرى خلسة
كى يستقر بأعظمى
كم بعت خطوى للمدى
وبكى غبار حقائبى 
وحصى الطريق وسائد
أنّت بغير تردد
فابكى ضياعى واصرخى
الريح شالت مقعدى
والموطن الغالى تلاشى فى جديد تبددى .

منقلباً للبيت هشيماً


طالما لا تحمل للطبلة
أى حماسٍ
فلما تركن للخلفيّة
عبر الليل 
بين الرّاقصة البستان
وحضورٍ فى ألأصلِ غيابْ
تمضى رهن إشارتها الآمرة
حتى تفرّ أناملك المجهدة
من مضطهدٍ 
ضخّ إليها الموت.
مُنقلباً للبيت هشيما
تتلقّفك الزوجة 
عند الباب
يعضُّ النوم على جفنيها.
لست أليفاً
كى تنتمىَّ لهذا الوهج البارد
يجلد قلبك
من يفرغ مسكون جيوبه
تحت خلاخيل المهزلة.
وأخر يلعق....
من فوق البار
ما يسّاقط من أفواه سكارى
وقوارير.
هل ما ذلت 
ترسم للأولاد على الأسفلت
بيتاً بالطبشور ؟
تحت نوافذه
أشجار
تتودد للنهر القادم
من كفيك.
كنت تحبّ الصّيف
فلما فجّرت شواطئك
ورميت المقعد للبحر
هل راقك بيت شتوى
تلقى فى مدفئته
حرث الأمس
وضوء الغد؟
من ساومك
على دفّتك
حتّى يسكنك الهدد المتطاول؟
لا تقل الأولاد الغُلب
والبيت المتحرّش
بالسوس المتواطىء.
قد اتفق قليلا معك
لكن ليس لحدّ 
الفلسفة المسمومة
والخوض المتواتر 
صوب اللعنةِ.
لا تفقدنى ثقتى بك
بالمدن الطّيبة
بالمُثل الرائعة‘
لاتسقطنى منّى
حتّى لا يختلط الأمر
وأرانى فى الليل الصارم
أبحث عنّى .

الخروج الى دائرة المحاق


                   إلى من لا يجوز عليه سوى الإحتقار
تحدّر من بؤرةٍ معتمة
يزاوج بين خيوط الخديعة 
وبين عوالمه المشتهاة
ويحمل بين صليل دماه
جنوناً وشوكاً وحلماً هضيما
(وقابلة) كلّما شاهدته
تقصُّ عليه الكلام القديم
لبيت من القش
حين تفور عليه الطقوس...
يلاحقه الطيّبون...
وكيف تدفّق بين يديها
وقد دثّرته العراء المقيم.
هو الآن محتشداً بالغواية
يميل على وردة الصبح
يغرُب..
ينثُّ على قشرة الروح
قشاعر محرقة وانشطارا
.. ظلام عنيف وبرد مدبب
تفلّت من ذاكرات العواصف
يقدُّ الأقانيم..
يدخل قلب المياسم ..
تفقس جمرا.
فهل كان يدرك أن المشاهد
أكبر من حدقات التطلّع
حين يكون الرماد المجاز؟
هو الآن يصعد ..
دون حدود إلى 
                ا
                ل 
                 ه 
                  ا
                   و
                    ي
                     ة .               

ناقوس وأصداء



يا أصدقاء الحرف والشعر العقاب
إنّى حفرت قصيدتى ..
مما ترسّب فى المحابر من بكاء
فمحابر الأشعار ضنّت منذ حين
لم يبق بين جدارها ..
غير التبجّح والنميمة والطنين .
هى نقطة أو نقطتين ..
 من التألق والدهاء..
وغداً تواكب خطونا 
فتصير أشياءاً
يطوّحها الهواء.
يا أصدقاء
أين الذى فى أرضكم 
من يحفر الشعر البقاء
من ذا الذى برؤوسكم دقّ المسامير الخواء
من قال أن سماءكم صارت سماء
والنبض فى خلجاتكم 
نار الدّماء.
يا أصدقاء
الشّعر يمضى فى العراء
قد فاخذ الطرقات والأحجار والأخطاء
فبحقّ أحلام الطيور الساخطات على المجون
أن تكتبوا شعر الجنون ..
شعر التيقّظ والنداءات المنون ..